قتيل وجرحى في احتجاجات حاشدة جديدة بالعراق

المظاهرة الحاشدة دعا لها الحراك الشعبي منذ أسبوعين للتنديد بعجز الحكومة عن كشف قتلة الناشطين

المحتجون رددوا شعارات تطالب السلطات بتنفيذ وعودها في الإصلاح (الأناضول)

قتل متظاهر عراقي برصاص القوات الأمنية وأصيب 13 آخرون على الأقل جراء الغاز المدمع إثر صدامات تخللت احتجاجات حاشدة في ساحة التحرير في بغداد اليوم الثلاثاء، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن قتلة ناشطين.

وأكد مصدر طبي مقتل المتظاهر "نتيجة إصابته بطلق ناري في الرقبة، بعد نصف ساعة من وصوله للمستشفى"، وأصيب أيضا 5 عناصر أمن بجروح إثر الصدامات المتواصلة التي اندلعت عقب تفريق المظاهرة.

يأتي ذلك في وقت أقدمت فيه قوات الأمن العراقية على إغلاق جسر الجمهورية وسط بغداد الرابط بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء بعد وصول أعداد كبيرة من المتظاهرين إلى الساحة للمطالبة بالإصلاح الاقتصادي والسياسي.

إعلان

وردد المحتجون شعارات تطالب السلطات بتنفيذ وعودها في الإصلاح والكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين الذين تم اغتيالهم أو خطفهم في وقت سابق.

وقال مراسل الجزيرة إن المتظاهرين في ساحة التحرير قدموا من مناطق عدة من بغداد والمحافظات الأخرى، وإن الاحتجاجات جرت وسط انتشار أمني كثيف في ساحة التحرير والطرق المؤدية إليها.

الأمن أغلق جسرا وسط بغداد بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء بعد وصول أعداد كبيرة من المتظاهرين (الأناضول)

مظاهرات الجنوب

وبالتزامن مع مظاهرات أخرى في العاصمة بغداد شهدت محافظتا البصرة وذي قار جنوب البلاد احتجاجات، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين ومحاسبتهم.

إعلان

وانطلقت الاحتجاجات من ساحة عبد الكريم قاسم وسط البصرة إلى ساحة البحرية قرب مبنى الحكومة المحلية، حيث طالب المحتجون بإقالة الحكومة المحلية ومحاسبة المتورطين في تصفية عدد من الناشطين.

كما خرجت مظاهرة في محافظة ذي قار جنوب العراق للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين، وقد هدد المحتجون بالتصعيد في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم.

وكان آلاف المتظاهرين العراقيين احتشدوا منذ الصباح في بغداد، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، خاصة الناشط إيهاب الوزني أحد أهم قادة الاحتجاجات في محافظة كربلاء الذي قتل قرب منزله برصاص مجهولين في وقت سابق من الشهر الحالي.

ووصل آلاف من المتظاهرين إلى بغداد قادمين من محافظات عراقية عدة وتجمعوا في ساحتي الفردوس والنسور وسط بغداد وغربيها تمهيدا لإقامة مظاهرة موحدة في ساحة "التحرير" وسط العاصمة، كذلك خرجت مظاهرات مماثلة في عدد من المحافظات العراقية.

والمظاهرات الحاشدة دعا إليها الحراك الشعبي منذ أسبوعين، للتنديد بعجز الحكومة عن كشف قتلة المحتجين والناشطين في الحراك، وللمطالبة بمحاسبة المسؤولين وإقالة محافظ كربلاء واستكمال مطالب احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول 2019.

وفي 9 مايو/أيار الجاري اغتال مسلحون مجهولون رئيس تنسيقية الاحتجاجات في كربلاء إيهاب الوزني قرب منزله بكربلاء، وفق بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع.

وفجر اغتيال الوزني احتجاجات غاضبة في مناطق عدة بالعراق -بينها كربلاء وذي قار والعاصمة بغداد- استمرت أياما، في حين أمر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بإجراء تحقيق عاجل في الحادث وتقديم الجناة للعدالة.

والوزني واحد من عشرات الناشطين الذين قضوا على يد مسلحين مجهولين منذ بدء الاحتجاجات عام 2019 ولا تزال مستمرة على نحو محدود بعد توقفها أشهرا بسبب تفشي جائحة كورونا، ونجحت في إطاحة الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي.

ووفق إحصائيات حكومية، فإن 565 من المتظاهرين وأفراد الأمن قتلوا خلال الاحتجاجات، بينهم عشرات الناشطين اغتيلوا على يد مجهولين.

وشكلت الحكومة العراقية لجانا متعددة للكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين منذ عام 2019، لكنها لم تعلن أي تفاصيل حتى الآن.

المصدر : وكالات

إعلان